كرجل أعمال أو رائد أعمال، يمكن أن يكون لجواز سفرك تأثيراً كبيراً على نشاطك التجاري وحركتك الشخصية، وبالتالي دوراً حيوياً في تحديد نطاق أعمالك وإمكانيات وصولك. في زمننا الحالي الذي يتسم بالتقدم التكنولوجي والتواصل العالمي، لا شيء يضاهي قيمة القدرة على السفر العابر للحدود والوصول السهل إلى الوجهات المختلفة. وقد ارتفعت أهمية هذه الجوانب بشكل كبير خلال جائحة كوفيد-19، حيث واجه رواد الأعمال الذين يحملون جوازات سفر ضعيفة صعوبات في حماية استثماراتهم وإدارة أعمالهم بفعالية.
فإذا كان جواز سفرك يفرض قيوداً ويمنح حركة محدودة، يظهر أن الخيار الأمثل في مثل هذه الحالة هو السعي للحصول على جواز سفر ثانٍ ذو فعالية أكبر يمنحك إمكانية الوصول إلى أكثر من 100 دولة دون عقبات. تلك هي بالضبط ماتعنيه الخطة البديلة.
عندما يحصل الفرد على جواز سفر ثانوي ذو قوة، يصبح لديه القدرة على تأمين حركته عبر الحدود وحماية رأس المال الخاص به، وكذلك استغلال فرص الاستثمار العالمية. حيث يشكل هذا الجواز وسيلة فعّالة لتوسيع الأفق الاقتصادي وضمان استمرار النجاح في مختلف المجالات. بالشكل نفسه الذي يقوم فيه المستثمرون بتوزيع استثماراتهم على عدة شركات لتحقيق تنوع بالمصادر وتحمل للمخاطر، يُعَد الجواز الثاني وسيلة بديلة قيمة لتحقيق التوازن في استراتيجية الحماية المالية وتأمين مستقبل الأسرة.
سواء كنت تسعى إلى تحقيق الاستقرار المالي أو الاجتماعي، أو ترغب في الهروب من الأوضاع السياسية الغير مستقرة والنزاعات، يعتبر الحصول على جواز سفر ثانٍ خطوة فعّالة لتأمين نفسك ضد جميع المخاطر المحتملة. كمثال، بعد اندلاع الحرب بين روسيا وأوكرانيا، قرر حاملو الجنسية المزدوجة من روسيا سريعاَ مغادرة البلاد. وعندما أعلنت روسيا الحرب، لم تكن هناك ولا دولة مستعدة لاستقبال المواطنين الروس، بما في ذلك أولئك الذين يمتلكون ثرواتٍ عالية، باستثناء الإمارات العربية المتحدة. كان بإمكان حاملي الجواز الثاني الذين يحملون الجنسية الروسية الطيران خارج مناطق النزاع إلى الدولة الثانية والبدء في حياة جديدة دون تدخلات خارجية.
قد لا تتوفر فرص تجارية جيدة في بلد الإقامة الأصلي للكثير من الأفراد. كما قد يواجه العديد منهم تحديات في الحصول على تصاريح عمل في دول مثل كندا والولايات المتحدة واستراليا، حيث تكون عمليات التقديم صارمة للغاية وتستغرق وقتاً طويلاً للموافقة. وفي حال كان لديك جواز سفر إضافي، على سبيل المثال من منطقة الكاريبي، يُمكنك الحصول بسرعة على تصريح عمل في غضون أيام قليلة. وبالتالي، يمكنك تعزيز نمو عملك أو تقدمك المهني بشكل أسرع من خلال اختيار الحصول على جنسية ثانية من دولة اقتصادها أكثر استقراراً.
يمنحك الجواز الثاني حرية الحركة التي لا يمكن الوصول إليها في حالة كان لديك جواز سفر واحد فقط. عند امتلاك الجنسية المزدوجة في البلد الذي ترغب به، يصبح بإمكانك زيارة هذا البلد في أي وقت دون الحاجة إلى تقديم طلب للحصول على تأشيرة ودون القلق من رفضها، حيث أنك تصبح مواطناً دائماً في تلك البلد. وبصفتك مواطناً دائماً في هذا البلد، يُمكنك الاستمتاع بجميع الحقوق السياسية والقانونية كأي مواطن آخر.
في كثير من البلدان، يغطي الحصول على جواز سفر الثاني عادةً فقط الإقامة في البلد، إلا أنه في الغالب يتم منح أفراد عائلة المتقدم أيضاً فرصة الحصول على الجنسية المزدوجة. توفر بعض البلدان نظام خالٍ من الضرائب، مثلما هو الحال في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث تظل تكاليف المعيشة والأعمال نسبياً منخفضة بفضل غياب الضرائب. في الوقت نفسه، تُوفِّر بعض الدول ننظم رعاية صحية أو تعليم مجانية، كما هو الحال في إيطاليا. يُعتبر الحصول على جواز سفر ثانٍ من هذه البلدان خطوة ممتازة لتوجيه مسار حياتك المالية أو العائلية.
يرى المستثمرون والأفراد ذوي الثروة العالية في الدول النامية أن الحصول على جواز سفر ثانٍ يمثل خياراً آمناً لضمان مستقبلهم ومستقبل عائلاتهم، خاصة في ظل أهمية التنقل العالمي وضرورتها. تشهد الطلبات على الحصول على جوازات سفر ثانية ارتفاعاً، وفي عام 2022، حصل جواز سفر دومينيكا ومالطا على تصنيف كأفضل جوازات سفر ثانية في العالم، حيث يتطلب الأمر استثماراً أدنى مع الحصول على جواز سفر قوي، وإمكانية الحصول على الجنسية في فترة قصيرة لا تتجاوز السنة. بالإضافة إلى ذلك، قد سهلت الولايات المتحدة وكندا واستراليا برامجها للاستثمار والحصول على الجنسية، نظراً للتنافس المتزايد في هذا السوق وتفضيل الأفراد لتلك البرامج التي توفر إمكانية وصول أعلى.